اثبتت معظم التجارب ان البحوث التي تتناول النظام الغذائي والسِّمنة تركِّز على ما يأكله الناس، فإنَّ دراسةً جديدةً عند الفئران تشير إلى ضرورة إعطاء المزيد من الاهتمام للوقت الذي يأكل فيه الناس.
وجد باحثون أمريكيون أن الفئران التي سمح لها بثمان ساعات فقط في اليوم لتناول الطعام، أكلت بقدر الفئران التي سمح لها بتناول الطعام على مدار اليوم. كلتا المجموعتين من الفئران أكلت غذاءً غنياً بالدهون، ولكن الفئران التي أكلت بأوقات محدودة اكتسبت وزناً أقل، وكانت صحة الكبد لديها أحسن، والالتهابات أقل.
تشير هذه النتائج، التي نشرت على الإنترنت بتاريخ 17 أيار/مايو في مجلة "التمثيل الغذائي الحيوي في الخلية"، إلى أن تناول الطعام طوال ساعات اليوم المديدة قد يساهم في السِّمنة.
يقول المؤلف الرئيسي ساتشيداناندا باندا، من معهد سالك للدراسات البيولوجية في لاجولا بولاية كاليفورنيا، في بيان صحفي لإحدى المجلات: "كل عضو لديه ساعة".
ويقول باندا إنَّ هذا يعني أنَّ هناك أوقاتاً من اليوم تعمل فيها أعضاء الجسم، بما في ذلك الكبد، والأمعاء، والعضلات بأقصى قدر من الكفاءة؛ وهناك أوقاتٌ أخرى من اليوم تعمل فيها أعضاء الجسم بكفاءة أقل. تُعدُّ هذه الدورات التي تمر بها أعضاء الجسم على مدار اليوم بالغة الأهمية بالنسبة لعمليات حيويَّة في الجسم تتراوح من تكسير الكولسترول إلى إنتاج السكر. وأشار باندا في بيانه صحفي إلى أنَّ تناول الطعام دائماً طوال النهار والليل قد يلغي هذه الدورات الطبيعيَّة من التمثيل الغذائي في داخل الجسم.
وأوضح باندا ذلك قائلاً: "عندما نأكل بشكلٍ فوضويٍّ، تتأثر الجينات فهي ليست في حالة عمل أو في حالة خمول بشكل مطلق".
تشير نتائج الدراسة إلى أن وجود أوقات محدَّدة لتناول الوجبات قد يساعد على منع زيادة الوزن، وأنَّه ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام من قبل الباحثين في مجال السمنة إلى مسألة متى يأكل الناس. ويشير باندا إلى "التركيز كان منصباً على ماذا يأكل الناس، ونحن لا نجمع البيانات عن متى يأكل الناس".
على الرغم من أنَّه يمكن للدراسات التي تجري على الحيوانات أن تكون مفيدة، إلا أنها كثيراً ما تفشل في تحقيق نتائج مماثلة على البشر.
شارك موضع مع اصدقائك *ياسين *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق